من كتاب أسرار ووثائق الثورة اليمنيةثورة سبتمبر كانت تتويجاً لنضال اليمنيين وكفاحهم ضد حكم الكهنوت الإمامي المتخلف

الجمعة, 18 يوليو 2025

Post Image
الإعلام الأمني: عرض وتلخيص يُعدّ كتاب (أسرار ووثائق الثورة اليمنية)، من أهم المراجع للقراء والباحثين في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة (1962)، قام بتأليفه مجموعة من الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة سبتمبر ضد الحكم الإمامي الكهنوتي، ويتألف الكتاب من 379 صفحة، وجاء في بدايته الإهداء التالي:أرواح كل الشهداء الذين تساقطوا على طريق سبتمبر الطويل.وإلى كل الذين قاتلوا وتعرضوا للموت في كل سهلٍ وفوق كل جبل..وإلى الأجيال الطالعة من أبناء سبتمبر الذين شاءت إرادة الله أن يولدوا أحرارا. صدر الكتاب بطبعته الأولى عام 1978، وتوالت طبعاته، لتأتي الطبعة الرابعة في العام 2002، بالتزامن مع مرور 40 عاماً على قيام ثورة سبتمبر، وهي الطبعة التي تولتها مؤسسة العفيف الثقافية بصنعاء، وقد تمت مراجعة هذه الطبعة من قبل رئيس اللجنة القيادية لتنظيم الضباط الأحرار العميد/ عبدالله ضيف الله، والعميد/ علي قاسم المؤيد، والعميد/ حمود بيدر. وهو "كتابٌ يحتوي على أهم الأسرار وأصدق الوثائق عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي هزّ قيامُها صمْتَ الجزيرة العربية، وكانت لفترة غير قصيرة حديث العالم، وموضع نزاعٍ حاد بين الشرق والغرب". كما قال المناضل الراحل عبدالسلام صبرة في تصدير الكتاب. حقائق ثورة سبتمبر في هذا الكتاب تتجلى كثير من الحقائق الكبرى عن الثورة العظيمة، وأهم الحقائق أن ثورة سبتمبر لم تكن وليدة الصدفة، كما ولم يتم تصديرها من الخارج، بل هي وليدة تضحيات جسيمة ونضال مرير، وكانت تتويجاً لمعاناة اليمنيين وكفاحهم الطويل عبر خمسين سنة، ولقد قدمت اليمن على طريق الثورة أشجع رجالها وخيرة أبنائها. لقد بدأت ثورة سبتمبر مع الهمسات الأولى للمناضل المحلوي ورفاقه بعدما تربع على العرش الطاغية يحيى حميد الدين، ثم واصلت نموها مع أصوات المطاع وأصدقائه، وبعد ذلك مع صرخات الزبيري والنعمان، ومع نشاط مطيع دماج وزيد الموشكي وآخرين. وجاءت ثورة سبتمبر – الوليد الشرعي لثورة 1948 وحركة 1955، وما بينهما وما بعدهما من أحداث وتمردات ضد حكم الطاغية أحمد حميد الدين، أبرزها انتفاضة حاشد بزعامة الشهيد الشيخ/ حسين بن ناصر الأحمر ونجله الشهيد حميد، ومشاركة أبطال بكيل وفي مقدمتهم الشهيد عبداللطيف بن قائد بن راجح، والشهيد الشيخ صالح العوفان والشهيد الشيخ صالح البعجري، ثم العملية الفدائية الجسورة للشهداء الأبطال اللقية والعلفي والهندوانة في مستشفى الحديدة. يكشف قادة ثورة سبتمبر في هذا الكتاب عن المواجهة المصيرية التي خاضها الثوار – ليس مع فلول الإمامة فحسب، ولكن مع الاستعمار الأجنبي الذي كان جاثماً على جنوب اليمن، فقد آزر حلفاءه الإماميين ودعمهم بكل ما أوتي من قوة وأسلحة وأموال ونفوذ، وقد أعلن الحرب على ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري منذ لحظة إعلان الثورة، ففي الأسبوع الأول من عمر الثورة سارع العدوان الأجنبي ومرتزقته من فلول الإمامة لاحتلال مدينة صعدة في شمال البلاد، كما سارع لاحتلال مدينتي مأرب وحريب في الأسبوع نفسه. وفي منتصف الأسبوع الثاني احتلت قوى العدوان جبال مريس في الجنوب، وحاولت التقدم صوب مركز قعطبة. وهذا دفع بمجلس قيادة الثورة للتصدي دفاعاً عن أراضي الجمهورية، فتم تشكيل قوات عسكرية منظمة وبعض القوات الشعبية وطلائع من الحرس الوطني، انطلقت هذه القوات بقيادة الملازم/ عبدالرحمن الترزي، صوب المحور الشمالي لطرد قوات العدو من صعدة، كما جهز مجلس قيادة الثورة حملة عسكرية ثانية صوب المحور الشرقي لتطهير مأرب وحريب بقيادة الشهيد العظيم الملازم/ علي عبدالمغني، وقوة عسكرية ثالثة بقيادة الشهيد الملازم/ أحمد الكبسي لتطهير جبال مُريس. وبعدما تزايد العدوان الخارجي والمؤامرات الإقليمية والدولية على الثورة الوليدة قام مجلس قيادة الثورة بالتوقيع على وثيقة الدفاع المشترك مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر) بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتوسعت جبهات المعارك وزادت التضحيات في صفوف الثوار حتى تكلل الكفاح بالنصر المبين. الإعداد للثورة – تنظيم الضباط الأحرار بدأ الإعداد للثورة بعد سلسلة من الاجتماعات التي ضمت عدداً من الضباط الأحرار من مختلف المستويات والوحدات العسكرية والأمنية، حتى تم الاتفاق على تشكيل (منظمة الضباط الأحرار)، وتغير الاسم بعدها ليصبح (تنظيم الضباط الأحرار)، وفي إطار التنظيم الذي مارس أنشطته بسرية تامة حتى لا تتسرب أفكاره وأخباره للسلطات الإمامية تشكلت الخلايا الأساسية والفرعية، وكانت قيادة التنظيم تنتخب دورياً كل ثلاثة أشهر- بطريقة ديمقراطية بالاقتراع الحر والمباشر. في ديسمبر 1961، عقد أول اجتماع لتنظيم الضباط الأحرار، وتشكلت فيه أول قاعدة تأسيسية تألفت من 16 عضواً، انبثقت عنها لجنة قيادية مكونة من 5 أعضاء، وعلى مدى العشرة الأشهر اللاحقة توسعت القاعدة التأسيسية والتحق العشرات من الضباط في الهيكل التنظيمي، أما القاعدة الأساسية التي تشكلت في أول اجتماع فضمت الأسماء التالية:1- ملازم أول عبدالكريم السكري.2- ملازم أول محمد الحمزي.3- ملازم أول حسين الغفاري.4- ملازم ثاني صالح الأشول.5- ملازم ثاني أحمد الرحومي.6- ملازم ثاني ناجي الأشول.7- ملازم ثاني صالح العريض.8- ملازم ثاني حسين الكبسي.9- ملازم ثاني يحيى جحاف.10- ملازم ثاني عبدالله المؤيد.11- ملازم ثاني محمد حميد.12- ملازم ثاني محمد مرغم.13- ملازم ثاني علي الجايفي.14- ملازم ثاني حمود بيدر.15- ملازم ثاني عبدالوهاب الشامي.16- ملازم ثاني علي محمد الشامي. وفي تعز تكون فرع للتنظيم من 7 أعضاء، هم:1- ملازم سعد علي الأشول.2- ملازم أحمد الكبسي.3- ملازم يحيى الفقيه.4- ملازم علي الضبعي.5- ملازم محمد الخاوي.6- ملازم عبدالله عبد السلام صبرة.7- ملازم أحمد الوشلي.كما تشكل فرع آخر في الحديدة من 10 أعضاء، أربعة منهم انتقلوا من صنعاء، وهم: 1- ملازم عبدالكريم السكري.2- ملازم علي الجايفي.3- ملازم عبدالوهاب الشامي.4- ملازم حسين الغفاري.انضم إليهم ستة آخرون هم:5- الرئيس محمد الرعيني.6- ملازم حميد عزان.7- ملازم محمد المطري.8- ملازم عباس المضواحي.9- ملازم محمد الطش.10- ملازم عتيق الحدأ. وبعد ذلك تم تكليف أعضاء القاعدة التأسيسية بتشكيل خلايا أساسية، بحيث يقوم كل عضو بتأسيس خلية أساسية. التنفيذ وقيام الثورة بعد وفاة الطاغية أحمد حميد الدين في 19 سبتمبر 1962 تولى الحكم ابنه محمد الملقب بـ"البدر"، وأعلن أنه سيسير على نهج أبيه وجده، مما أوجد حالة من السخط الشعبي، فقرر الضباط الأحرار الإسراع في الثورة قبل أن يستتب الأمر للإمام الجديد. وبعد عدد من الاجتماعات تقرر تكليف المشير/ عبدالله السلال بقيادة الثورة، وفي الساعة الثالثة عصر الأربعاء 25 سبتمبر فرضت حالة الطوارئ في الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة، وصدرت توجيهات القيادة بتواجد جميع الضباط ومنع خروج أي ضابط من الكلية إلا المكلفين بمهام من قبل القيادة. انصرف الجميع كل إلى سلاحه لاستكمال التجهيزات النهائية وتعبئة الدبابات والسيارات بالوقود، وفي الساعة الثامنة مساء بدأ توزيع الأسلحة على الضباط وفقاً لتوجيهات القيادة، كما تم نقل ذخيرة الدبابات إلى مواقعها في الفوج عن طريق سطوح الكلية الحربية، وفي التاسعة مساء انعقد الاجتماع العام في الكلية الحربية بحضور جميع الخلايا التنظيمية- باستثناء خلية النقيب حسين السكري (المكلفة بمراقبة البدر)، وبعض الضباط المكلفين بالتواجد في المقرات العسكرية والأمنية، وفي هذا الاجتماع أعلنت آخر التوجيهات ووزعت المهام حسب الخطة. وأصدرت القيادة أوامرها بالهجوم في الساعة الحادية عشر ليلاً، وفي الوقت المحدد انطلق الثوار ليصنعوا يوماً مجيداً وخالداً، إنه يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962، يوم الانعتاق والتحرر من عهود الإمامة المظلمة وحكمها المتخلف، محققين بذلك منعطفاً تاريخياً إلى حياة جديدة، حياة العزة والكرامة. وتضمنت الخطة محاصرة قصر البشائر (مقر إقامة الإمام البدر ومساعديه)، والسيطرة على الإذاعة، واحتلال دار الوصول (القصر الجمهوري حالياً)، ومحاصرة قصر السلاح، بالإضافة إلى السيطرة على الهاتف ودوائر الأمن. وعند ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس- 26 سبتمبر كانت إذاعة صنعاء تعلن ميلاد عهد جديد، عهد الثورة والجمهورية، وتبشر بالقضاء على الحكم الإمامي وانتصار إرادة الشعب اليمني، تتويجاً لنضال استمر عشرات السنين.